(Rocking and Rolling—Sharing the Wonder: Science With Infants and Toddlers) مشاركة التساؤل والتعجب: العلوم برفقة الرضع والفطم
You are here
تحمل الطفلة (كيم لي) ذي الأربعة عشر شهرًا قارورة فارغة ونظيفة سعتها لتران. تقوم معلمتها الأستاذة كارليتا بمناولتها كرات صوفية كبيرة، وأشرطة تستخدم لتنظيف غليون التدخين، وريشًا صناعيًا. تقضي كيم بعض الوقت وهي تتلمس القارورة والمواد الأخرى المقدمة لها من قبل معلمتها. تراقب المعلمة كارليتا الطفلة كيم بينما تقوم بعملية الاستكشاف. تقوم كيم بإدخال المواد في القارورة بسهولة ويسر، ولكن ما تلبث أن تلاحظ أنها لا تستطيع إخراجها منها لعدم قدرتها على إدخال أصابعها في القارورة. تحاول ضرب القارورة أو قلبها رأسًا على عقب، فيخرج منها بعض الأشرطة التي وضعتها فيها. أما بقية المواد الأخرى فتبقى عالقة في الداخل. ثم تقوم كيم بهز القارورة، فتخرج منها أشياء أخرى. وبينما تقوم بتجريب عدة طرق لإخراج الأشياء من القارورة تقوم المعلمة كارليتا بوصف أفعال وتصرفات كيم. وأخيرًا تدرك كيم بأن أصابعها يمكن لها أن تصل إلى الأشياء في القارورة عندما تكون مقلوبة للأسفل. تنظر إلى معلمتها والبسمة تعلو وجهها قبل أن تبدأ بملء القارورة مجددًا.
وفي مشهد آخر، يحمل الطفل أدريان وعمره ستة أشهر كوبًا من الماء في الخارج. وبينما هو يشرب الماء من الكوب، انسكب جزء منه على التراب. ينظر أدريان للأسفل ويتلمس التراب المبلل، ثم يرفع بصره وينظر إلى معلمته ويسألها: "الماء اختفى؟" فترد عليه معلمته الأستاذة جانا قائلة "أين اختفى الماء؟ لقد انسكب، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟" ينحني أدريان للأسفل لينظر عن كثب.
الرضع والفطم هم علماء بالفطرة. لعلك سمعتِ هذا من قبل، ولكن ما الذي يعنيه ذلك حقيقةً؟ فالطفلة كيم تتصرف كما يتصرف العالم. فهي تجري تجربةً! فبعدما قامت بملء القارورة بالأشياء، أرادت أن تخرج هذه الأشياء، وعليها أن تجد طريقة لذلك. لديها هذا التساؤل: كيف لها أن تخرج الأشياء من القارورة؟ تقوم بإنشاء تنبؤ في البداية، وهو كيف يمكنها إخراج الأشياء باستخدام أصابعها. تختبر تنبؤها ولكنها تفشل. تقوم بإنشاء المزيد من التنبؤات واختبارها إلى أن تكتشف بأن قلب القارورة رأسًا على عقب واستخدام أصابعها في تلك اللحظة يمكنها من إخراج كل شيء من القارورة. لقد حصلت كيم على نتائج يا للعجب!. وهي تعرف الآن كيف تخرج الأشياء من القارورة. تشارك لحظة الانتصار هذه مع معلمتها كارليتا، ثم تجرب ذلك مرة أخرى.
أدريان طفل صغير لديه تساؤلات. هو يفهم بأن الأشياء لا تختفي وحسب، ولكن عندما انسكب الماء، فأين اختفى؟
ما هو العلم؟
بالنسبة للرضع والفطم العلم هو عبارة عن عملية استكشافية و اكتشافية. ونحن ندعوها بعملية الاستقصاء العلمي، أو من الأفضل النظر إليها على أنها "طريقة للتفكير والعمل" (Worth 2010).
لا يتوجب علينا أن تكون لدينا خلفية علمية لكي ندعم قدرة الأطفال على التفكير بعمق في المسائل، ثم إنشاء الفرضيات واختبارها، ثم مشاركة النتائج أو الاكتشافات. وبينما يكون من المفيد فهم عدة مفاهيم علمية أساسية، إلا أن أفضل شيء بإمكانك القيام به أيتها المعلمة هو مراقبة سائر أنواع المسائل التي يثيرها الرضع والفطم بأنفسهم، ثم تتركي هذه المسائل والمشكلات تكشف عن نفسها. فمعلمة الطفل أدريان لم تجد نفسها مرغمة على الدخول في عملية شرح لما حدث للماء، ولكن ببساطة قامت بدعم سؤاله وعملية استكشافه. وبالطبع كوني مستعدة للتدخل متى ما بدا شيء ما غير آمن، أو عندما يصبح الأطفال محبطين جدًا.
يتيح الاستقصاء العلمي للأطفال تطوير مجموعة من المهارات ضمن كل مجالات التطوير (Worth 2010). بما في ذلك مهارات مثل:
- استكشاف الأشياء والمواد والأحداث.
- تطوير مفردات لوصف ما يراه الأطفال ويسمعونه.
- طرح الأسئلة. القيام بعمليات ملاحظة دقيقة.
- الانخراط في عمليات تحرٍ بسيطة كإسقاط عدة أشياء مختلفة في الماء لمشاهدة أي منها يطفو، وأي منها يغرق.
- مقارنة الأشكال والأحجام، وممارسة مهارات مثل المطابقة والفرز.
- تدوين عمليات الملاحظة باستخدام الكلمات أو الصور. تخيلي طفلً بعمر سنتين في غرفة الفطم يخبر حاضنته عن أحد الطيور التي يراها في الخارج من النافذة. فتقوم حاضنته بالتقاط صورة للطائر، وعلى وجه السرعة تدون كلمات الطفل. وفيما بعد يتم تعليق الصورة مرفقة بكلمات الطفل بجانب النافذة ليراها بقية الأطفال.
- استخدام طائفة متنوعة من الأدوات البسيطة لتوسيع عمليات الملاحظة، مثل الاستعانة بالمنحدرات لتطبيق تجربة على حركة الأشياء وسرعتها.
كيف بإمكانك دعم تعلم العلوم؟
الأطفال مستكشفون بالفطرة. فهم فضوليون تجاه كل شيء، ودائما ما يراقبون لمعرفة كيف تعمل الأشياء، أو ما الذي سيحدث فيما بعد. استخدمي التوجيهات الآتية لبناء ثقافة العلوم والاستكشاف في بيئتك.
عليكِ إيجاد بيئة تسمى "بيئة كلمة نعم". فمثل هذه البيئة توفر فرصًا مثيرة للاهتمام من أجل الاستكشاف الآمن، وتقلل من مقدار الوقت المصروف في إبقاء الأطفال آمنن أو قول "لا" لهم لحمايتهم (Early Head Start National Resource Center 2010).
ثقي بالطفل فغالبًا ما يقوم الرضع والفطم بخلق مشكلاتهم الخاصة ليقوموا بحلها. وربما يقرر أحد الفطم بأنه يريد مشاهدة إلى أي ارتفاع يمكن أن يصل برج المكعبات الذي بناه. وقد يجرب طفل آخر عدة طرق وهو يقلب ويدفع ويطرق وينقر على باب لعبة لفتحه. حاولي ألا تحلي هذه المشاكل لهم. فقليل من الإحباط قد يؤدي للتعلم.
استخدمي اللغة. فعندما تقومن بوصف ما يفعله الأطفال، ووصف نتائج تصرفاتهم، فإنك بذلك تساعدينهم على فهم خبراتهم وتجاربهم. تخيلي طفلة تقوم برمي ألعابها، وتقوم حاضنتها بسرد خبرتها فتقول: "للعجب، تلك الخشخيشة ارتطمت بشدة بالأرض، بينما لم يصدر صوت لارتطام الكرة الطرية بالأرض إطلاقًا".
اطرحي الأسئلة. فالأسئلة بالنسبة للفطم من قبيل مثلاً : "برأيكم ما الذي سيحدث إن قمتم بفعل ذلك؟" أو "أتساءل يا هل ترى لماذا...؟" قد تشجعهم على التفكير في طرق للتعامل مع مشكلة ما.
ثقفي نفسك بالعلوم. فعلى سبيل المثال عندما تقوم مربية بفهم مبادئ مفهوم علمي ما كالطفو أو الغرق، فإن بإمكانها إثراء فهم الطفل أثناء نشاط اللعب بالماء.
قومي بمسايرة الأطفال. راقبيهم واستمعي لهم لمعرفة ما يجذبهم ويستحوذ على اهتمامهم. امنحيهم الوقت والمساحة اللازمة لاستكشاف المشكلات. تخيلي طفلين فطيمين وهما يقومان بجمع أوراق الشجر في الخارج لتعبئة دلو منها يرغبان بإحضاره إلى غرفة الفصل. بإعطائهم المساحة اللازمة لإحضار كنوزهم للداخل، فإن المعلمة تدعم رغبتهم في الاستكشاف والتجريب والتعلم.
وفري أشياء مثيرة للاهتمام "لإثارة" اهتمام الأطفال. فعندما يصل الأطفال ويكتشفون وجود سلة مملوءة بأصداف بحرية مختلفة، والعديد من العدسات المكبرة على الطاولة فسيجدون أنفسهم مدعوين لاكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بن هذه الأشياء. كما أن سلة مملوءة بقطع خشبية نظيفة وناعمة الحواف، وقطع اسفنجية جافة ونظيفة، مع ورقة شجرة مغلفة بالبلاستيك الحراري، كل هذه الأشياء تشجع الرضع على استكشاف الشكل والحجم والبنية أو التركيب.
دوني الاكتشافات. التقطي الصور واكتبي ما يمليه الأطفال، سجلي مقاطع فيديو، اعملي متحفًا، أو طوري طرقًا أخرى مدهشة لتوثيق تعلم الأطفال. ثم قومي بعرض هذه الاكتشافات في أماكن على مستوى نظر الأطفال، وحيث يتسنى لهم مشاركة أعمالهم مع أقرانهم وأولياء أمورهم. على سبيل المثال، غلفي صور الرضع وهم يضعون بعض الأشياء من خامات مختلفة في أفواههم بالتغليف الحراري، ثم علقي هذه الصور حيث يتسنى لهم مشاهدتها من مكان جلوسهم أو وقوفهم.
كوني شخصًا يحب التساؤل. أظهري للأطفال الصغار بأنك تقدرين حب الفضول والاستكشاف بأن تكوني قدوة لهم في ذلك، والتمثيل لهذه السلوكيات بنفسك. في المشهد الافتتاحي لهذه المقالة، رأينا كيف كانت المعلمة كارليتا سعيدة بالتساؤل مع كيم لي حول كيفية إخراج الأشياء من القارورة.
يأتي الأطفال إلينا في هذه العالم ولديهم شغف وفضول فطري للاستكشاف وطرح الأسئلة والتساؤل والتجريب. وبينما تقومن بالتخطيط لخبرات علمية جديدة بالنسبة للأطفال ضمن بيئات تعليم الطفولة المبكرة، ابدئي بالبناء على اهتمامات الأطفال والانطاق منها. ثم اضيفي جرعة صحية من المتعة والابتكار مخلوطة بقليل من المرح. يوفر تعلم مادة العلوم إطارًا واسعًا ومرنًا نستطيع من خلاله إشعال فتيل التساؤل الفطري والتعجب لدى الأطفال حول العالم المحيط بهم، وربما إشعال فتيل التساؤل لدينا كذلك.
فكري بالأمر
حالما تبدئن بالتخطيط لتعريف الأطفال بمفهوم اكتشاف العلوم أو تعميقه لديهم، وما هي أفضل طريقة لفعل ذلك، خذي الأسئلة الآتية بالحسبان، وتأملي فيها.
- ماذا تعني كلمة "علوم" بالنسبة لك؟
- كيف تنظرين إلى فكرة قيام الرضع والفطم باستكشاف وفهم عالمهم؟
- بماذا تشعرين عندما تكتشفين شيئًا جديدًا؟
حاولي
لاحظي عندما يقوم الرضع والفطم بعمليات الملاحظة الخاصة بهم، وطرح أسئلة أو خلق مشكلات للإجابة عليها أو حلها. تساءلي معهم.
وفري مواد متعددة الاستخدام كحاويات من عدة أحجام. ثم راقبي ولاحظي ووثقي أنواع التجارب التي يجريها الأطفال. راقبي لمعرفة كيف يقوم الأطفال بحل مشكلات التكويم والترتيب والملء والإفراغ بينما يلعبون بهذه الحاويات.
References
Early Head Start National Resource Center. 2010. “News You Can Use: Environment as Curriculum for Infants and Toddlers.” Washington, DC: US Department of Health and Human Services, Administration for Children and Families, Office of Head Start.
Worth, K. 2010. “Science in Early Childhood Classrooms: Content and Process.” Presented during the STEM in Early Education and Development Conference, University of Northern Iowa. www.ecrp.illinois.edu/beyond/seed/worth.html.
Rocking & Rolling is written by infant and toddler specialists and contributed by ZERO TO THREE, a nonprofit organization working to promote the health and development of infants and toddlers by translating research and knowledge into a range of practical tools and resources for use by the adults who influence the lives of young children. The column appears in the March, July, and November issues of Young Children.
Emily J. Adams, MA, works for ZERO TO THREE as a writer and trainer. She loves to synthesize research and bring it to life in practical strategies for those who work with young children and their families. She is currently a Buell fellow in Colorado. [email protected]
Rebecca Parlakian is the senior director of programs at ZERO TO THREE. She has developed a video series on early STEM and coauthored a recently released early math curriculum supplement. Rebecca has also coauthored five parenting and professional curricula and published articles on topics ranging from dual language development to the impact of screens on very young children. Rebecca holds a master’s degree in education and human development, with a concentration in infant-toddler special education, from the George Washington University, where she currently serves as adjunct faculty. Her most important work in child development, however, is her two children, Ella and Bennett.